يمكن ايضاح التطور
الذي مر به علم الاستشعار عن بعد من خلال عرضه في اربعة مراحل متداخلة مع بعضها
ليست بينها فواصل تحدد بداية ونهاية كل منها وفيما يلي عرض بسيط لكل منها:
المرحلة الاولى
يمكن ان نطلق على هذه المرحلة ( مرحلة المنطاد – الطائرة ) حيث كانت بداية علم الاستشعار عن بعد
والمتمثلة في صناعة المنطاد عام 1773 والذي حلق على ارتفاع 2 كم فوق سطح الارض
مرورا لعام 1783 عندما قام كل من أرلاندز و روسير برحلة جوية عبر المنطاد استغرقت
30 دقيقة حول مدينة باريس ، وما تبع ذلك من تمكن بلانشار من عبور القنال الانجليزي
في نفس العام وما نتج عن هذ ا من بدء الملاحظة البصرية لظاهرات سطح الارض من اعلى الا
ان البداية الحقيقية للاستشعار عن بعد كانت مع اختراع الات التصوير حين تمكن
الفرنسي ( نادار) بالتقاط اول صورة من الجو لقرية فرنسية ، وتمكن بعدها جيمس بلاك
من التقاط اول صورة جوية في الولايات المتحدة لمدينة بوسطن الامريكية عام 1860 من
ارتفاع 630 متر ، وتلى استخدام المنطاد في هذه المرحلة استخدام وسائل اخرى منها
الحمام الزاجل والطائرات الورقية والذي اعتمد على تصميم اجهزة تصوير صغيرة وخفيفة
يستطيع الحمام حملها وكانت الالة مضبوطة بطريقة خاصة لالتقاط الصور بوقت محدد بين
كل صورة والاخرى ، كذلك التقاط اول صورة من الطائرات الورقية عن طريق العالم
الانجليزي ارشيبالد عام 1882 في اوربا وبعدها صور اخرى لمدينة سان فرانسيسكو
الامريكية عام 1906 من ارتفاع 600 متر.
وجاءت بعد ذلك نقلة كبيرة مع اختراع الطائرات
عام 1896 ومع تطور الطائرات اصبحت هي وسيلة حمل كاميرات التصوير واستطاعت تقديم
ملايين الصور الجوية لمناطق عديدة من الكرة الارضية وكانت اول صورة من طائرة عام
1909 في ايطاليا.
مع زيادة التطور في صناعة الطائرات صاحب ذلك
القيام على تطوير الات تصوير خاصة بالطائرات توصل لأولها الضابط البريطاني مور
برابازون عام 1915 وتلى ذلك ظهور اجهزة الابصار المجسم في فترة الحرب العالمية
الاولى وكان التطور الملحوظ في فترة مابين الحربين حيث التوسع في استخدام الصور
الجوية لدراسة ظاهرات سطح الارض ، لذلك تعتبر هذه المرحلة هي اساس قيام علم
الاستشعار عن بعد.
المرحلة الثانية:
يمكن وضع بداية هذه المرحلة في فتر مابين
الحربين واستمرارها الى نهاية الحرب العالمية الثانيةحيث استخدمت الصور الجوية في
اعداد الخرائط وجاء اختراع الطائرة
النفاثة عام 1942 لتطور من استخدام الصور الجوية في مجال التجسس وتحديد الاهداف
العسكرية للعدو وشهدت نفس الفترة ظهور اول كتاب عن الصور الجوية واستخدامها في
دراسة ظاهرات الارض الكتاب الذي الفه ( ايردلي ) تحت عنوان ( الصور الجوية ،
استخدامها وتفسيرها )
المرحلة الثالثة:
وهي يمكن الاشارة لبدايتها لفترة مابعد الحرب العالمية الثانية وحتى ستينات
القرن العشرين اعتمدت دراسة الصور في بداية هذه المرحلة عل الوصف البصري وقد ظهرت
في هذه المرحلة مجالات جديدة لاستخدام الصور الجوية فمثلا في دراسة المحاصيل
الزراعية والمراعي وفي دراسة مشكلات المدن والمرور ودراسة الصخور واشكال سطح الارض
وفي هذه المرحلة امكن التقاط الصور الجوية من ارتفاعات اعلى عن طريق استخدام
صواريخ ( فايكنج ) واستخدام وسائل تسجيل جديدة مثل شرائط افلام الكاسيت و الشرائط
الممغنطة وجهاز قياس الارتفاعات (
الالتيميتر )
وشهدت اواخر هذه المرحلة بداية غزو الفضاء عن
طرق صواريخ الفضاء الحاملة للاقمار الصناعية والتي كان من اولها القمر الروسي (
سبوتنيك-1 ) وسبوتنيك-2 الحامل للكلبة لايكا. وفي امريكا اطلق القمر الصناعي
فانجارد وتبعته سلسلة اقمار أطلس وساترن...
المرحلة الرابعة: ( من الاستشعار الضوئي الى
الاستشعار الحراري )
وهي المرحلة التي بدأت
من ستينات القرن الماضى وحتى الأن وهي مرحلة الاقمار الصناعية اعتمد الاستشعار
فيها عل برامج سوفيتية وأمريكية اشهرها ابوللوالتي بدأت عام 1968 حتى 1972 والتي
اعتمدت على التقاط صور ومناظر عامة عن سطح الارض والطقس.
وشهدت فترة السبعينات تطور كبيرا خاصة مع زياد
الاقمار والمركبات المنطلقة للفضاء حيث اطلق الاتحاد السوفيتي محطة علمية تدور حول
الارض (( ساليوت ))كذلك القمر الصناعي المريكي (( سكاي لاب)) وهدفت هذه الفترة
لدراسة موارد الارض الطبيعية
وفي بداية الثمانينات
اطلقت وكلاة الفضاء الامريكية (( ناسا )) المكوك الفضائي (( سبيث شاتل)) الذي
يعتمد برنامجه على القيام برحلات منتظمة للفضاء ويقوم على مهمتين :
1- اطلاق الاقمار الصناعية ووضعها
في مداراتها 2- القيام بالابحاث في العلوم المختلفة.